رسالة القسام الى المجتمع الاسرائيلى

رسالة القسام.. وصلت سريعا إلى نتنياهو

ا

رسالة القسام.. وصلت سريعا إلى نتنياهو

كتب علاء الريماوي..

في خبر عاجل تناقلته وسائل الإعلام عن نية كتائب القسام توجيه رسالة مهمة للجمهور "الإسرائيلي" حول شاليط ، ترقبت وتكهنت كمهتم بالشأن "الإسرائيلي" ، بالفحوى الممكنة للرسالة ، لكنني و بصدق حين شاهدت الشريط لم أتوقع السيناريو مطلقاً .

في القراءة المركزة لردة الفعل "الإسرائيلي "كان التوقيت مهماً حيث أصاب الحكومة "الإسرائيلية" بالإرباك في جبهة لم تتوقعها اليوم لترد و من خلال مكتب نتنياهو بعنف وتهديد كبيرين .

وسائل الإعلام "الإسرائيلية" تناقلت الخبر من خلال صياغة مدروسة وموجهة حاولت فيها التخفيف من تأثير الشريط على الرأي العام "الإسرائيلي" من خلال تحويل القضية إلى الطريقة غير الإنسانية في التعامل مع هذا الملف .

القنوات التلفزيونية اشتركت في نفس الاتجاه لكن بدا النقاش واضحاً من أن حماس هي من يعطل الصفقة لأسباب سياسية لا علاقة لها برفض (إسرائيل) لمطالب حماس . ثم ليضاف إلى ذلك التركيز على أزمة القطاع التي تبحث فيه حماس عن مخرج .

الصيغة السحرية التي تكبح أنصار شاليط من التظاهر الحديث أن (إسرائيل) وافقت على مقترحات الوسيط الألماني والتي لبت كافة شروط حماس ، هذه الرواية هي نقطة القوة التي يرتكز عليها نتنياهو في تطويع الشارع خلفه في هذه القضية ، وقد نجح في تغييبها عن اهتمامات الإعلام ونجح في لجم أسرة شاليط التي بدا حديثها وضغطها على نتنياهو غير مبرر بل يضيف إلى حماس قوة تستعملها في التفاوض .

رسالة الشريط كانت مهمة وقوية ومؤثرة وخاصة في الدمج ما بين التقدم الزمني لفترة الأسر والتركيز على قضية الرعب من مصير رون آراد الذي تحول إلى لغز لا يمكن التعرف معه على نتيجة . هذا الوتر الذي يؤثر بشكل كبير في الشارع الإسرائيلي وخاصة في صفوف الجيش الذي عرف عنه أنه يطلق أسراه بأي ثمن .

لا شك أن ما قدمته القسام أعاد ملف شاليط إلى الواجهة الإعلامية التي ستساعد في حراكها نحو إتمام الصفقة ولكن ما أغفلة الشريط هو تحويل في القناعة لدى الجمهور "الإسرائيلي" من أن حكومته هي من ترفض إتمام صفقة التبادل ، هذه القضية المهمة التي يحتاجها المشهد اليوم لإنهاء قضية إنسانية من الطراز الأول لآلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين لا يذكرهم أحد بقدر ما تدمع عيون المؤسسات على شاليط .

(إسرائيل) في حربها على الجبهة الإنسانية والتي بدأتها اليوم من خلال وسائل الإعلام وإظهار أسرة شاليط وهي تحت تأثير الضغط النفسي نسيت استعمالها الوسيلة نفسها ، وهي تقوم بتصوير الأسرى في مقابلات حول كثير من القضايا ثم يقوم منتجو التصوير بتحريف المشهد لإظهار الأسرى وكأنهم مجموعة من القتلة الذين وجب عزلهم ومعاقبتهم بكل الوسائل .

(إسرائيل) تعودت خوض الحروب النفسية للضغط على خصومها ، القسام يضيف للمعركة وسيلة نوعية تساعده في إتمام الصفقة .

لكن هناك مشكل وحيد لا بد من الإشارة إليه ، وهو أن كثيراً من الأطراف تحرص على عدم تسجيل إنجاز كبير للمقاومة في هذه المرحلة ، مؤشرات كبيرة على هذا الحديث رصدت كان آخرها موقف أمريكي طالب (إسرائيل) بعدم الرضوخ لحماس.

التاريخ القريب مع (إسرائيل) في عمليات التبادل أضاف ثوابت لا بد من التمسك بها، فقليل من الصبر يلد كثيراً من الإنجاز ، في ملف لا يحله غير مثل هذا العمل .

0 التعليقات:


صفحات الموقع