فلماذا إذًا هذا التضخيم الأمريكي لقضية الملف النووي الإيراني؟ اكذوبة العصر

لولا الموقف الإيراني وإيران لِما سقط نظام طالبان ونظام صدام حسين)) وكرر القول نفسه رئيس البرلمان عام 2005، والثورة الخمينية منذ صعودها للحكم وهي لا تجد غضاضة في التعامل مع الأمريكيين
يمكن القول من خلال متابعة وقراءة دقيقة لتطورات هذه القضية أن الأمريكيين قد أرادوا من تضخيمها تحقيق جملة من الأهداف والمكاسب، منها: صرف أنظار الشعب الأمريكي عن الخسائر الفادحة في العراق، ورفع شعبية الرئيس بوش فهو الحامي لأمن أمريكا وذلك بإيهام الرأي العام الأمريكي بخطر داهم يتهدد أمنهم إذا ما امتلكت إيران القنبلة النووية، كما أرادوا من خلال تضخيم هذه القضية تشغيل شركات التصنيع العسكرية الأمريكية، إذ أن دول الجوار الإيراني وخاصة دول الخليج العربي تحت وطأت الخوف والاستعداد لمواجهة الصواريخ الإيرانية!! اندفعت لعقد صفقات تسليح مع تلك الشركات لشراء نظم الدفاع بمليارات الدولارات.
لكن الهدف الأمريكي الأساسي من تضخيم هذه القضية يرتبط بالمأزق الذي هم فيه بسبب العراق.. فالإدارة الأمريكية نتيجة الخسائر المتتالية التي تتكبدها قواتها من المقاومة " السنية " في العراق صارت تواجه ضغوطا مجتمعية يومية ، وضغوطا إستراتيجية للانسحاب من العراق.
لقد بات جليا أن الإدارة الأمريكية تريد بالفعل الانسحاب من العراق ، غير أنها تبحث عن مخرج لائق يجعل من الانسحاب انتصارا ويجعل من المصالح الأمريكية في العراق بمأمن بعد الانسحاب. وإيران تعرف أن أمريكا تبحث عن هذا المخرج اللائق ، كما قال وزير الخارجية الإيرانية منوشهرمتكي " إذا اعترف الأمريكيون بفشل سياستهم في العراق كانت لديهم إرادة حقيقية في تصحيح الوضع الحالي ومساعدة الشعب العراقي وحكومته علي إرساء الأمن فنستطيع تقديم لهم يد العون ".
ومن جانب آخر إيران لها مشروعها النووي الكبير، الذي لا يمكن أن تتخلي عنه بسهولة، و تعرف بأن أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة علي الوقوف عائقا أمام تحقيقها لمشروعها.
لذلك عملت أمريكا علي تضخيم قضية الملف النووي الإيراني لكسب أوراق تساوم بها عند الجلوس لطاولة المفاوضات مع إيران بشأن العراق، كما عملت إيران علي كسب أوراق هي الأخري علي المستوى الإقليمي والدولي تساوم بها أمريكا عند الجلوس لطاولة المفاوضات. فقد عملت إيران علي تعزيز علاقاتها مع روسيا، التي تتخوف وتعارض الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا، كما عملت علي ترسيخ علاقاتها مع الصين ذات الطموح الاقتصادي الكاسح ، وكذلك مع الهند، وعملت كذلك علي تعزيز علاقاتها مع دول الجوار العربي، وأكثر من ذلك عملت علي كسب أوراق إستراتيجية في العراق، فإذا كانت أمريكا هي المحتل فإن الحاكم الفعلي للعراق هو إيران.

0 التعليقات:


صفحات الموقع