قراءة فى البرنامج الاقتصادى للاخوان .. بقلم فرج حجازي

بعد حمد الله تعالى والثناء عليه بما هو له أهل والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلم جميعا أننا فى فترة دعاية انتخابية وكل فريق يقدم ما لديه من أفكار وبرامج للناس لينال رضاهم ويثبت لهم أنه أهل للفوز بأصواتهم
وفى هذا المجال قدم الاخوان المسلمون برنامجا متكاملا نشروه على مواقعهم الالكترونية ونشروا كذلك ملخصا له فى 16 صفحة وقام الاخوان المسلمون بدائرة المنزلة بتوزيع هذا البرنامج الملخص ونشروه على موقعهم وبعد قراءة البرنامج وقفت كثيرا على الجانب الاقتصادى منه خاصة أن هذا الجانب يهم كثيرا من الناس ويسأل عليه كل الناس وذلك فى ظل أن البرنامج الاقتصادى للحزب الحاكم والقوى الاخرى كذلك إما أنه غير موجود أو فى حالة وجوده  عبارة عن كلام مرسل ومستهدفات وأمنيات دون إيضاح كيف يتحقق ذلك وقد لفت نظرى أن البرنامج الاقتصادى للاخوان ركز على قضايا محددة هى (مواجه الفقر والبطالة والغلاء والعنوسة والجريمة ) وذكر أن هذه الامور تمثل حزمة واحدة مرتبطة ببعضها وذكر البرنامج سبل مواجهة هذه المصائب الخمس فى الاتى :
** التعامل مع اموال الزكاة حسب الأولويات فى الاحتياجات وألا يكون الغرض من إنفاق أموال الزكاة توصيل بعض المأكولات والملبوسات للفقراء فى المواسم ولكن تجمع هذه الأموال لسد حاجات الطعام والشراب لحالات العوز الشديد والباقى يدخل ضمن خطة هدفها إخراج نسبة من هؤلاء الفقراء من دائرة الفقر سنويا باشباع حاجاتهم وتمليكهم بعض المشروعات الصغيرة أو أدوات الانتاج التى تعينهم على كسب ما يغطى احتياجاتهم خاصة فى ظل الاحصاءات غير الرسمية أن حجم الزكاة هائل جدا
** تعديل هيكل الاجور والمكافآت فى الموازنة العامة للدولة التى تخصص 79 مليار جنيه منها 15 مليار أجور والباقى مكافآت والمطلوب مراعاة العقل والعدل فالمكافآت تصرف لعدد قليل جدا من العاملين بالدولة وهم أصحاب التميز فى الاداء ولكن نظرا للفساد السائد يصرف للفرد من هؤلاء ملايين الجنيهات سنويا والمطلوب أن نعكس النسبة أن تكون المرتبات 64 مليار بدلا من 15 وأن تكون المكافأت 15 مليار بدلا من 64
بهذا التعديل يتضاعف مرتب العاملين بالدولة 4 أضعاف دون أن تتحمل ميزانية الدولة جنيها واحدا وتقل المكافآت التى تصرف للفرد الواحد بدلا من الملايين الى مئات الالاف أو عشرات الألاف وهذا التعديل يحتاج مجلس شعب أن يشعر أعضاؤه بمعاناة الناس أعضاء يخافون الله ويكبحون جور الحكومات الجائرة والظالمة .
**التدريب والتأهيل للفقراء وللبطالة على ادارة المشروعات الصغيرة والمنتجة حتى تطمئن الجهات التى تمنحهم قروض او تقدم لهم أموال الزكاة أنهم سوف ينجحون فى ادارتها ويكون هذا التدريب بمثابة الحارس الامين والضابط لهذة الأموال من العبث والضياع 
**تشجيع الوقف الخيرى من الأغنياء مثلما كان يحدث سابقا به يتم تبنى أصحاب المواهب من الفقراء للانفاق عليهم وتعليمهم__ تزويج الفقيرات __ ايواء المعدمين بتقديم مساكن اقتصادية لهم بالمجان أو بايجارات مخفضة لهم جدا ويمكننا بذلك فى فترة زمنية محددة أن نتخلص نهائيا من ظاهرة سكان المقابر وأكشاك الايواء
** دعم المشروعات الصغيرة وتوفير القروض الحسنة (بدون فوائد) بعد التأهيل ورفع الكفاءة وذلك من حصيلة الصناديق الكثيرة بعد تقنينها وتحديد نسبة من أموالها التى تبلغ 1272 مليار جنيه أى تريليون وربع التريليون من الجنيهات والتى لا تخضع حاليا لاى رقابة ولا تدخل فى الموازنة العامة للدولة كما جاء عند مناقشة تقرير الموازنة العامة للدولة
** الارتفاع بمستوى الاستثمارات القومية بنسبة 30 % من اجمالى الموازنة العامة وهذا يحقق رفع نسبة النمو فى الدخل القومى بنسبة 7% ويوفر ملايين فرص العمل الجديدة ويلحق بذلك ضرورة كشف الكذب والتضليل الذى تمارسه الحكومة بشأن الاستثمارات الأجنبية التى هى فى كثير منها عبارة  عن نقل ملكية من المصريين للأجانب دون استثمار حقيقى فى حين أن المطلوب تشجيع الاستثمار الأجنبى الفعلى بأموال جديدة تتدفق الى مصر ومشروعات جديدة تخرج لارض الواقع ليترتب على ذلك توفير فرص عمل جديدة وزيادة فى الدخل القومى وهذا ممكن جدا اذا شعر المستثمر الاجنبى أنه لا يتعامل مع سماسرة ولصوص ولكنه يتعامل مع جهات تحرص على مصلحة بلدها ولا تعمل لحساب حفنة من رجال الاعمال
**اعادة التوازن بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل بمعنى رصد الاحتياجات الفعلية للوظائف والحرف والاعمال المطلوبة وهذا ممكن بامكاناتنا  الحالية والدراسات شبه جاهزة فى كثير من جوانب العمل ولكنها حبيسة الادراج لا يراد لها أن ترى النور لان ذلك يحرم رجال الاعمال (رجال الحكومة الحالية )من زيادة أرباحهم فهم أصحاب الجامعات الخاصة وهم أصحاب المشاريع الاستهلاكية الضخمة ….. الخ
** تحسين صورة العامل المصرى فى الخارج بعد رفع كفاءته وتدريبه ثم الترويج له فى سوق العمل العربية وخاصة الخليجية منها وتبنى مشاكلهم والحفاظ على حقوقه أمام الدول التى تعتدى على هذه الحقوق
** منح اعانة بطالة عاجلة للعاطلين عن العمل ( ومصادرها كثيرة يكفى جزء من حصيلة الصناديق اياها التى تم الاشارة اليها ) ليس من أجل سواد عيون هؤلاء العاطلين أعطيهم الاعانة ولكن تقدم لهم لمنع الجريمة وتأصيل انتمائهم لبلدهم وتأكيد زيادة حبهم لهذا الوطن وفى نفس الوقت عند توفير فرص العمل لاى منهم يتم حجب هذه المنحة سواء قبل العمل أم لا لأنه فى حالة رفضه لا يستحق خاصة وقد ورد فى نقطة سابقة أن هؤلاء العاطلين سوف يتم تدريبهم
**تطبيق سياسة المنافسة ومنع الاحتكار لحماية الناس من ظلم المحتكرين وأكبر دليل على ذلك الرجل بتاع الحديد اياه الذى يتلاعب بالاسعار كيفما يشاء لانه محتكر للسلعة وحده__وذلك بتوفير الحماية القانونية لمن يبلغ عن الاحتكار ومنحه مكافأة على ذلك
** تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاساسية (القمح - السكر – الزيوت – اللحوم) وقد اجمع العلماء المصريون على أن الاكتفاء من القمح خاصة ممكن وأن هذا القرار سياسى وليس اقتصادى ويكفى دليلا على ذلك منذ عامين عندما زادت انتاجية فدان القمح فى مصر وتضاعف الانتاج تقريبا وضعت كل العقبات والعراقيل امام الفلاحين عند توريدهم محصولهم للصوامع الحكومية وتم قبول كمية محددة منهم ورفض الباقى بعد ان وقفت سيارتهم المؤجرة لتحميل البمحصول أمام الصوامع عدة أيام حتى اضطر أصحاب المحاصيل الى العودة بمحصولهم وكانوا بين أمرين اما ان يخزنوا هذة الكميات بطريقة غير صحيحة فتفسد أو يستهلك هذه الكمية فى اقل فترة زمنية مما اضطرهم أن يقدموا جزء كبير منها علفا للمواشى خشية ان تتلف ولك ان تستنتج ما أريد قوله وكذلك الامر مع السلع الثلاث الباقية ويكفى لتحقيقها تحسين العلاقة مع السودان وعمل علاقة تكامل زراعى وحيوانى  معها
** تشجيع حماية المستهلك ومن أبرزها سلامة المنتج  والتعويض عن الاضرار بالزام المنتج أو المستورد بدفع مقابل أى ضرر يصيب المستهلك ليمتثل الجميع بشروط الجودة دون محاباة لاحد حتى لا يتجرأ أحد على جلب السلع المسرطنة او المعيبة والتى لا تصلح للاستخدام الأدمى فننفق بسببها اموالا طائلة فى العلاج وخسارة فادحة فى فلذات الاكباد

وعلاوة على ما سبق وضع البرنامج الاقتصادى الذى قدمه الاخوان أمورا هائله لتمويل العجز فى الموازنة العامة للدولة والذى بلغ 100 مليار جنيه وفى اللقاء القادم ان شاء الله نتكلم عن ذلك بالتفصيل

وصدق الله العظيم الذى قال ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض)) 

0 التعليقات:


صفحات الموقع