انا فخور بك يابنى قصه حقيقيه تدمع لها القلوب قبل العيون

في كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشرة سنة يخرجان لتوزيع كتيب صغير بعنوان "الطريق إلى الجنة " وغيرها من المطبوعات الإسلامية في بلدتهم القاطنة بإحدى ضواحي أمستردام.

وفى أحد الأيام بعد ظهر الجمعة، حان الوقت أن ينزل الإمام وابنه إلى الشوارع لتوزيع الكتيبات، وكان الجو باردا جدا في الخارج، فضلا عن هطول الأمطار.
تحمس الصبي كعادته وارتدى كثيرا من الملابس حتى لا يشعر بالبرد، وقال : حسنا يا أبي، أنا مستعد!
وأراد والده أن يثنيه عن الخروج هذه المرة لبرودة الجو لكن الولد أصر.
تردد والده للحظة ثم قال : هيا بنا، وأعطاه بعض الكتيبات كي يوزعها.
ظل الصبي يتردد من باب إلى باب حتى وزع الكتيبات بعد ساعتين من المشي تحت المطر، ولكن تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه له، ولكن كانت الشوارع خالية تماما.
ثم استدار إلى الرصيف المقابل لكي يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطي الكتيب لمن فيه.
ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب.
ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا، ولكن لا زال لا أحد يجيب، وأراد أن يرحل، ولكن شيئا ما يمنعه.
مرة أخرى، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوه وهو لا يعلم ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء.
وكانت تقف عند الباب امرأة عجوز ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له: "ماذا أستطيع أن أفعل لك يابني"؟!
قال لها الصبي الصغير وهو ينظر لها بعينين متألقتين وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم: سيدتي، أنا آسف إن كنت أزعجتك، ولكن فقط أريد أن أقول لكِ إن الله يحبك ويعتني بك، وجئت لكِ أعطيكِ آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله، والغرض الحقيقي من الخلق، وكيفية تحقيق رضوانه.
وأعطاها الكتيب وأراد الانصراف فقالت له: شكرا لك يا بني!
في الأسبوع القادم بعد صلاة الجمعة، وكان الإمام يعطى محاضرة، وعندما انتهى منها وسأل: هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟
ببطء، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول: لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آتِ إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة ولم أفكر أن أكون كذلك. وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة، وتركني وحيده تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو باردا جداً وكانت السماء تمطر، وقد قررت أن أنتحر لأنني لم يبقَ لدى أمل في هذه الحياة؛ لذا أحضرت حبلا وكرسيا وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في أحد عوارض السقف الخشبية ووقفت فوق الكرسي وثبّتُّ طرف الحبل الآخر حول عنقي، وقد كنت وحيدة ويملؤني الحزن وكنت على وشك أن أقفز.
وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.
انتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف من بالباب، ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس لم يتوقف!.
قلت لنفسي مرة أخرى: من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابي ولا يأتي أحد ليراني.
رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عال وبكل هذا الإصرار.
عندما فتحت الباب لم أصدق عيني! فقد كان بالباب صبى صغير على وجهه ابتسامة ملائكية لم أر مثلها من قبل، بالفعل لا يمكنني أن أصفها لكم.
الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مرة أخرى، وقال لي: سيدتي ، لقد أتيت الآن إليكِ لأقول لكِ إن الله يحبك ويعتني بك!
ثم انهمرت العجوز بالبكاء وقالت: وأعطاني هذا الكتيب الذي أحمله "الطريق إلى الجنة".

وكما أتاني هذا الملاك الصغير فجأة اختفى مرة أخرى، وذهب من خلال البرد والمطر، وأنا أغلقت بابي وبتأن شديد قمت بقراءة كل كلمة في هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي. لأني لن أحتاج إلى أي منهما بعد الآن.

ترون؟ أنا الآن سعيدة جداً لأنني عرفت الله.
ولأن عنوان هذا المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب، جئت الى هنا بنفسي لأقول لكم الحمد لله، وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءني في الوقت المناسب تماما، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم".

لم تكن هناك عين لا تدمع في المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.

نزل الإمام من على المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه الصغير....

واحتضنه بين ذراعيه وهو يبكي وقال: أنا فخور بك يابني!!

0 التعليقات:


صفحات الموقع